
حط الرحال بي في دولة خليجية , وفي الأيام الأولي كان حالي الترقب , تدرس الأشياء والناس والطباع من حولك , لتري كيف يسير البلد وكيفية التعامل وكيف يتسني لك أن تعاملهم .
صادفت أيامي الأولي , يوم الجمعة فأعددت نفسي للصلاة .
...
إستمعت للخطبة وصليت السنة وعند خروجي وجدت إمرأة في مقتبل العمر تتصدر موقع خروج المصلين وتعترضهم وهي تمد يدها فعرفت أنها متسولة . سحنتها تشبه إحدي الدول الشرق أسيوية , لكنها قد تكون من نفس الدولة الخليجية التي أنا بها , فمعظم المواطنين بها قد إمتزجوا وتزاوجوا من الشرق أسيويين , ولقد كانت التجارة بينهما عبر المحيط لها أبلغ الآثر في خلق التلاقح والتشابه .
لكن مازاد عجبي , ليست أنها في مقتبل العمر فحسب أو يبدو عليها الهزال كما أني متعود عليه في شحادينا في بلدي وفي البلد التي تشبه بلادي , ( تحس أن التسول لها أكلة فوق شبعة أو overtime ولناسنا حوجة بعد فاقه وبعد أن مس الفقر العظم أو مزق الكبرياء ) , ما زاد عجبي وعند وصولي للبوابة الخارجية للمسجد وجدتها وقد أوقفت تاكسي أمام ناظري وكلي عجب , وبسرعة البرق إندلفت داخلها وأسرع التاكسي يمخر عباب الطريق , يسابقه عجبي وتطارده دهشتي . وقلت في نفسي : حليل شحاديننا الضايعين .
سرحت في متسولينا وعقدت مقارنة صغيرة ,بل عقدت مقارنة متسولة الخليج هذه مع موظفينا الحكوميين والذي فقط تجده يقول : ياولد جيب تكسي بسرعة مايفوتنا القطر , فقط الطلب للتاكسي إلا في حالة السفر والشنط مستفة والناس ماشة المحطة أو في حالة : يا ولد أسرع الولد بيتلوي ولاحقين الحوادث .يعني الولد يموت ..
فناسات التاكسي معروفون , ومميزون وحتي أصحاب التكاسي يهدؤن السرعة أمام ناسهم البيعرفوهم وكأن عندهم تاكسي إستشعار ( علي وزن قرون إستشعار )
سرحت لمتسولينا والذي أكاد أجزم أن أحدهم لم يركب تاكسي في حياته , وأن حذاؤه بالكاد يكون لم يفوته شبر مربع في مدينتي إلا وهو وطأه .
فياجماعة إقتنعت أنه حتي شحادينا ما بيشبهوا شحادين الناس !
وإلي متي هذه العزلة وعدم الشبه بمن يحيط بنا من مجتمعات تعيش حياتها ؟